لا يبدو أن هناك أي نهاية في الأفق للمسيرة الأسطورية للنجم الكرواتي لوكا مودريتش. على رغم من تجاوزه عتبة الأربعين عاماً، يستمر المحرك الكرواتي في التدوير بدقة وساعة جسمه لا تزال تشير إلى وقت اللعب. إنه مثال نادر للاحترافية والالتزام والعشق الحقيقي لكرة القدم، حيث يجسد مودريتش مقولة “العمر مجرد رقم” بأدائه المتقن الذي لا يظهر عليه أي علامات للتراجع.
خصصت صحيفة “غازيتا dello Sport” الإيطالية في عددها اليومي صفحة كاملة لتسليط الضوء على الظاهرة الكرواتية الفريدة. وجاء هذا التكريم بينما يخوض مودريتش حالياً معسكراً تدريبياً مع منتخب بلاده استعداداً للمواجهات الدولية المقبلة. وقد أبرزت الصحيفة الأرقام الإحصائية الدالة لهذا الموسم، حيث شارك حتى الآن في عشرة مباريات مختلفه، قضى خلالها ما مجموعه 736 دقيقة على أرض الملعب. ومن المتوقع أن تزيد هذه الأرقام بشكل ملحوظ اليوم مع مواجهة منتخب كرواتيا لنظيره جبل طارق في تصفيات كأس العالم.

الأمر الذي يثير الإعجاب الحقيقي ليس مجرد قدرة مودريتش على الاستمرار، وإنما استمراره بنفس الروح المعنوية العالية والجودة الفنية الاستثنائية التي عرف بها على مدار مسيرته الحافلة. إنه لا يكتفي بالوجود فقط، بل يفرض نفسه كعنصر أساسي وفاعل في أي فريق يلعب له. يعمل مودريتش بجد واجتهاد في ميدان التدريب كما يفعل في المباريات الرسمية، محافظاً على لياقته البدنية الفائقة وحماسه المتقد، مما يجعله يحطم جميع القيود التقليدية المرتبطة بعمر اللاعبين ويضع لنفسه أهدافاً جديدة للمستقبل.
يبدو أن نجم خط وسط ريال مدريد السابق لا يعرف حدوداً لطموحاته. فهو يحلم حالياً بتأمين التأهل إلى بطولة كأس العالم 2026 مع منتخب كرواتيا، وهي البطولة التي ستمثل له المشاركة الخامسة في مسيرته مع “الطواحين”. بدأت رحلته في كأس العالم بالمشاركة في نسخة 2006 كلاعب بديل في مباراتين، ثم عاد ليلعب ثلاث مباريات في دور المجموعات ببطولة 2014. أما الآن، فيحلم بقيادة جيل جديد من اللاعبين الكروات إلى المجد العالمي مرة أخرى، مع احتمال تجديد عقده مع نادي إيه سي ميلان لموسم إضافي آخر، في خطوة تؤكد أن هذه الأسطورة الكرواتية تمتد إلى ما لا نهاية.